عند غروب الشمس وبعدما
ارتدت السماء ثوبها الأحمر البرتقالي وعلى سفح جبلٍ يمتد
أمامه روضة فسيحة وعند الأفق تبدو هذه الروضة كفتاة تتلألأ ومن ورائها غيمات بيضاء
كقطع القطن الأبيض المنفوش
امتدت
أنامل الشفق حتى تسللت بيت عبد الله من نافذته الخشبية التي
انتشرت عليها حبات الرمل الدقيقة.
جلس عبد الله ويبدو عليه التعب
والحزن ويتلألأ وجهه نورًا وبؤسًا في الوقت ذاته...
وعيناه المرهقتان من
التأمل والتفكر والقراءة....
دخل
عليه ابنه الصغير الذي امتلأ دهشةً
واستغرابًا وبادر والده بالسؤال البريء:مالك يا أبي لماذا أنت حزين هكذا لقد كنت سعيدًا
قبل قليل أتريد طعامًا هل أنت جائع؟؟سأله
وهو يتطلع إلى إجابة مرضية.
تطلع
إليه والده بنظرة حانية وأخذ يسحبه بلطف ليجلسه بجواره وقال له بلهجة حزينة:سيرحل ضيفنا بعد أيام،ضيفنا
الذي تحبه وتجلس معه.
وفي ذلك الموقف بدلت السماء ثوبها ولبست ثوبًا
رماديا ينتشر فيه سواد ولمع البرق واشتد ضوءه،ودوَى هزيم الرعد قاصفًا السماء في لوحةٍ
أخَاذةٍ تدعو للدهشة والانبهار.
فنظر
الملاك الصغير عبر نافذة المنزل
إلى ذلك المنظر الرهيب وعندما بدأت السماء ترسل رذاذًا خفيفًا ابتسم
قائلًا:انظر يا أبي السماء تمطر لن يستطيع ضيفنا المغادرة وأظنها لن تهدأ قبل
أيام لذا أعتقد أنه سيمكث عندنا طويلًا
.
بقي
عبد الله متسمرًا مكانه
ينظر إلى ابنه وإلى السماء وإلى البرق
الساطع وإلى القمر الذي اختفى خجلًا بين الغيوم ثم ابتسم
حتى بدت نواجذه ثم وقف ومشى مقتربًا من ابنه
يربت على ظهره ويدعوه إلى النوم فقد تأخر الوقت.
_______________________________________________
_______________________________________________
من هو ذلك الضيف المحبوب؟؟
وهل سيرحل أم سيمكث إلى حين انتهاء العاصفة؟؟
وهل سينتهي المطر سريعًا يا ترى؟؟
كــل ذلك أعـــزائي فــي الــجزء الثــاني ،ترقبــوه قريبــًاففيه أحداث جديدة...
بقلمي الفياض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق