المتابعون

السبت، 4 يونيو 2016

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد ،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم أجمعين.
الله علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما..



يقف على العتبات ضيف مبارك، بحلوله تحل علينا البركات.، وتعم حولنا الخيرات، وتجتمع قلوب 

الأحبة، .وتغشانا السكينة ،وتعلو المساجد بصوت الأذان الدافئ.

.حتى المكان ليس كما عهدناه طيلة أيام السنة، ولا أجواء بيتنا، أشعر وكأن الجمادات تشاركنا 

مراسم الاستقبال السعيد ،الأفئدة تخشع ،العقول تسكن، الأبدان تطمئن ،الألسنة تلهج ذكرا وشكرا

الأعين تدمع شوقا وفرحا.



كم هي عظيمة هذه النعمة ،نعمة شهود الشهر بسلامة القلب والبدن

فهذه النعمة لا يستشعرها إلا من فقد حبيبا فيعلم أنها فرصة عظيمة لا يضيعها عاقل حصيف ولا 

يغفل عنها ذكي  لبيب،أو فقد صحة ببدنه فبات مقعدا لا يحرك ساكنا ،والأعظم من ذلك  فقد 

استشعار واحتساب القلب ،فيستقبل شهره غافلا عاطلا نائما،فالغفلة ليست شرطا ترك العبادة والعمل 
بل قد يعمل لكن عمله مجردا من استشعار هدف العمل وثمراته ومدى محبة الله لهذا العمل ولمن 

عمله  (الصوم لي وأنا أجزي به) .

فشهود الشهر فرصة غالية يهبها الله لعباده ليرى سبحانه ماذا يصنعون.


أيها القارئ

لو أخبرتك بأن في مكان ما كنز ثمين ،هذا الكنز يغنيك ويكفيك ،لا شقاء ولا كدر بعده،لا 

تعب ولا نصب يعقبه،وأن هذا الكنز منتهى آمال الجميع ،وأن له  خارطة تبين موقعه وكيفية

استخراجه والحصول عليه ،فكيف تتعامل مع تلك الخارطة ومع ذلك الكنز؟

دعني  فضلا أتقمص جوابك السريع الذي قد يسبق وصفي وحديثي..



سأحرص عليها أشد الحرص ،وسأتتبع بالوصف الدقيق ذلك الطريق ،طريق سعادتي، ليس ذلك فقط بل وأتزود بكل معلومة تفيدني حول ذلك،نعم! سأبذل قصار جهدي ،وسأصحب كل ماعندي من مئونة،فكنزي عظيم ولابد من تهيأ يليق به !

الآن أخبر قلبك ،لابد أن يستيقظ هذا القلب ،وتلك الجوارح،يكفيها سباقها في مضمار الاشيء ،مضمار الدنيا الذي نعلم حقيقته ونعلم زواله ، وأخبريهم بمضمار آخر عليه يتنافس المتنافسون.



قال عليه الصلاة والسلام "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين "،أبواب الجنة لا تفتح من أجل ملائكة، ولا من أجل جبال،بل من أجلك أيها العبد المؤمن المحتسب ،بل وتغلق أبواب جهنم ،بل وتصفد مردة الشياطين عنك ،أما تكفيك هذه الكنوز العظيمة؟ سأزيدك وعطاء الله لا 
ينضب.


قال صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات" ،نعلم أن القرآن ثلاثُمائة 

ألف حرف تقريباً، أي أنه في الختمة الواحدة له ثلاث ملايين حسنة !والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم فهو 

الكريم الذي يعطي ويتفضل على عباده من واسع فضله، فلو ضوعفت حسناتك بكل حسنة سبعمائة ضعف ،من 

يستطيع عد ذلك؟

كل ما في أرجاء الكون في رمضان تدفعك وتؤزك للعبادة وإلى التقرب من الله:أبواب الجنة تفتح،أبواب النار تغلق،الشياطين تصفد،عتقاء الله في كل ليلة،مضاعفة الأجور،صوت المساجد وصلاة التراويح،اجتماع 
الأحبة،الدافع الإيماني العجيب الذي يشعل القلب نشاطا..



كل تلك الكنوز وضعت لأجلك ،ووجدت لتغتنمها وتستثمرها ، لتلحق بركب السعداء
فماذا أعددت لذلك؟



في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان إيمانا ً واحتساباً 

غفر له ما تقدم من ذنبه. وقال(من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). وقال (من قام ليلة القدر 

إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). كلنا نصوم أيامه ونقوم لياليه طيلة تلك السنوات التي مضت لكن هل 

جميعنا أدركنا تلك الثمرة العظيمة (مغفرة ما تقدم من ذنوب)؟، أرجعوا البصر كرة أخرى،هناك شرط لحصول 

ذلك،هذا الشرط الذي فقده البعض إلى من رحم ربي.

ألا وهو الإيمان والاحتساب،فعلى قدره في القلب يكون الأجر المترتب..



بقي لدينا ثغرة ،قد نراها ضيقة ،لكن ليست كذلك، ،فالحذر الحذر!

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "أول ما بُدئ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي: الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى شيئًا إلا جاء مثل فلق الصبح، ثم حُبِّب إليه الخلاء.

نتساءل:لماذا الخلاء تحديدا؟

لماذا لا يتعبد الله في بيته؟ أو في البيت الحرام؟

الجواب  :حتى ينقطع عن القلب كل ما يشغله وكل ما يقطع عليه طريقه وكل ما يحول بينه وبين خشوعه.

أيستوي قلب عكف على عبادة ربه فبات ليله ونهاره لا يشغله عن ذلك شاغل، وقلب ضاع جل وقته في الفضول

من الأخبار والصور وغيرها حتى استولى عليه قطاع الطرق؟


بالطبع لا يستويان والفرق بينهما كما بين الثرى و الثريا.


فكيف سيكون حال قلبك في هذا الشهر  مع مواقع التواصل بين صورة وأخرى ،وبين خبر وآخر ،وبين أحداث هذا وذاك ؟

أخبر قلبك بأنها ((أيام معدودات))

لا يستحق شيء في هذا الكون مهما كان أن يسرق عليك هذه الفرص ،حتى وإن كنت لا تتجول إلا بين النافع المفيد،فقد يقول قائل:هناك بعض الصفحات والمواقع تذكرنا بالأدعية والأذكار والتسبيح و...إلخ.

شهرك يا كل ما فيه  ينبض بالذكرى ،وبالحث على العكوف على الطاعة،نيران تغلق أبوابها،جنة تفتح أبوابها،عتقاء الله كل ليلة...إلخ ،هذا كله كفيل بإيقاظك.


فاخرج/ي نفسك من تلك المشاغل ،ومن تلك المفسدات.

لا تسمح/ي لقطاع الطريق أن يقطعوا طريقك إلى مولاك، أو أن يعرقلوا سيرك،أو أن يؤخروا ركبك عن ركب السعداء.

أخبر قلبك بأنها ((أيام معدودات))

فاعدوا ما استطعتم من عدة لهذه الأيام الفضيلة،استقبلوه بنفس تواقة ،وقلب سليم، جاهدوا وابذلوا الجهد واسألوا الله المعونة والتوفيق.



بقلم:هبة الله علي
#هاوية_قلم

استفدت في طرحي من:مقال للدكتور عمر المقبل -محاضرة لأستاذة أناهيد السميري-مقال للأستاذة بيان المقبل.

هناك تعليق واحد: